نفس الضحية.. نفس القاتل !

نفس الضحية.. نفس القاتل !

من يوقف آلة القتل السورية التي تمارس أبشع الجرائم ضد الشعب السوري؟ لا يوجد ما يبرر للقتل غير سادية الأنظمة وقسوة العسكر، وعنف الأيديولوجيا، الحرية هبة الله للناس وليس من حق أي أحد مصادرة تلك الحقوق.

بالأمس القريب أعاقت المملكة العربية السعودية وشقيقاتها ثورة الشعب البحريني واحتوتها.

اليوم تكرر إيران الجريمة في سوريا؛ حين تقرر دعم النظام القمعي في دمشق لقتل السوريين، والبحث عن مبررات واهية لدعم نظام الأسد، وتحاول تسويق الحجج عن مخاطر سقوط النظام السوري على خيار المقاومة، وأنه سيعزز من قدرات إسرائيل، وهذه مبررات لا ترقى لمستوى جرائم الأسد الوحشية.

كما تعتبر السعودية البحرين دولة خاضعة لوصايتها، وبالتالي فإن حكام المنامة هم جزء من النظام السعودي المسكون بهاجس الخوف من المد الشيعي، والقلق من أن تكون البحرين هي رأس الحربة التي قد توجه نحو المملكة في حالة سقط نظام الحكم فيها، تعتبر إيران أيضاً النظام السوري نظاماً حليفاً لها، ومركز دفاع متقدم عن مصالحها، وصراعها ضد أعدائها المفترضين، لكنه لا يعني أنه يحق لها السكوت على جريمة النظام، والاستمرار في توفير غطاء الحماية له.

سياسة المعايير المتعددة التي تتخذها الدول في التعامل مع المتغيرات السياسية في المنطقة، هي المحرك في مواقف تلك الدول ضد شعوب الثورة، وهي محكومة بالمصالح الاقتصادية والأمنية، ولا تعير للقيم الإنسانية أي اهتمام، وهذا ما يجعل السعودية ومن ورائها أمريكا - على سبيل المثال - تقمع ثورة البحرين، وتحرض على الثورة في سوريا، ونفس الأمر ينطبق على إيران، وغيرهما من الدول.

تحاول الأنظمة القمعية الهروب من مواجهة استحقاقات الحرية والتغيير التي تواجهها، عبر الاتجاه لدعم تلك الاستحقاقات بعيداً عنها، وعدم إصلاح أنفسها، وهي محاولة فاشلة بالتأكيد؛ لأنها قد تعني تأجيل الاستحقاقات فيها، لكنها لا تلغيها، فتلك الأنظمة العتيقة مصابة بكل أمراض الاستبداد، ومحفزات الثورة، ولن تصمد لفترة طويلة إذا ما قررت الشعوب الانتفاض عليها، ولن تفلح حينها رشوة تلك الشعوب، كما حدث في الشقيقة الكبرى، أو محاولات الإصلاح من الداخل باشتراطات الأنظمة, كما في سوريا.